السلطان سعيد بن تيمور


                               السلطان سعيد بن تيمور 


سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (13 أغسطس 1910 - 19 أكتوبر 1972)، سلطان مسقط وعُمان (سلطنة عمان بعد ذلك) من 10 فبراير 1932 إلى 23 يوليو 1970 عندما عزل من الثالث عشر من عائلة آل بو سعيد. ترأس سنة 1929 مجلس الوزراء قبل أن يتولى أمور السلطنة في 10 فبراير 1932 خلفا لأبيه تيمور بن فيصل. توخى سياسة شديدة المحافظة والمعارضة لأي تحديث كما شهد عهده عزلة البلاد عن العالم الخارجي. شهدت فترة الخمسينات عدة مواجهات بين نظامه والإمام الأباضي غالب بن علي. في عام 1964 قام بوضع نجله قابوس تحت الإقامة الجبرية. وبعام 1965 اندلعت ثورة ظفار في الجنوب. وفي عام 1966 تعرض لمحاولة اغتيال قام بها الثوار الظفاريون. أطيح به في انقلاب قاده أنصار إبنه قابوس في 23 يوليو 1970 وخلع من الحكم ونصب قابوس سلطاناً، عاش بعدها في المنفى بلندن إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972. دفن في مقبرة بروكود.


نسبه

و السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد بن احمد بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك آل بو سعيدي العتكي الأزدي بن المهلب بن أبي صفرة بن ظالم بن سارف بن صبح بن كنده بن عمرو بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة بن أمرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم

التعليم

لتحق سعيد بـكلية مايو في أجمر في راجپوتانا، الهند، من 1922-1927 حيث تعلم اللغتين الإنگليزية والأردو. وحين عاد إلى مسقط في مايو 1927، اِقتـُرِح أن يذهب إلى بيروت لمزيد من التعليم. إلا أن أباه، السلطان تيمور بن فيصل، خشي أن يرسله إلى بيروت، حتى لا يتأثر بالمسيحية.[1]

كان والد سعيد حؤصاً أشد الحرص على ألا يتعلم ابنه طريقة الحياة الغربية أو أن يتكلم الإنگليزية. وحين كان سعيد صغيراً، فقد وجد أبوه لدى سعيد وشقيقه نادر كتاباً لتعلم الإنگليزية للمبتدئين، فأمر بإحراق كل كتبهم. وبدلاً من ارساله إلى بيروت فقد أرسله إلى بغداد لدراسة الأدب العربي وتاريخ العرب لمدة عام.[1]



العمل السياسي المبكر

عد أن قضى عاماً في الدراسة في بغداد، عاد سعيد ليشارك في الحكومة العمانية. وأصبح رئيساً لمجلس الوزراء في أغسطس 1929. عدم قدرة السلطان تيمور على إدارة شئون الدولة خلق فرصة لظهور قائد جديد. كان البريطانيون معجبين أيما إعجاب بسعيد في فبراير 1932، وكان عمره آنذاك 21 ربيعاً، حين تـُوِّج سعيد سلطاناً.[2] ورث السلطان سعيد بلداً مثقلاً بالديون لكل من بريطانيا والهند البريطانية. وللفكاك من بريطانيا والحفاظ على استقلالية بلده، كانت عُمان بحاجة إلى لاستعادة الستقلالها الاقتصادي. ولذلك، بدءاً من عام 1933، فقد سيطر على ميزانية الدولة حتى الإطاحة به في1975


القيادة

عُمان في الحرب العالمية الثانية، القاعدة البريطانية في خوريا موريا.

كسلطان، كانت ثروة النفط كفيلة بأن يعصرن السلطان سعيد بن تيمور بلده، وفي الواقع، فقد حصل من بريطانيا على اعتراف باستقلاله في 1951. إلا أنه واجه أيضاً معارضة داخلية شديدة، من الإمام غالب بن علي، الزعيم الديني لعُمان، الذي ادعى السلطة على السلطنة لنفسه. ثورة الجبل الأخضر التي أشعلها الإمام تم أُخمِدت في 1955 بمساعدة من المملكة المتحدة، ولكن تلك المساعدة، بدورها، جلبت لتيمور عداوة السعودية، التي دعمت الإمام، كما جلبت له أيضاً عداوة مصر، التي اعتبرت تورط بريطانيا في إخماد الثورة عملاً مناهض لقضية القومية العربية. وفي 1957، دعم هذين البلدين تجدد ثورة الإمام، والتي أخمدت بشكل مشابه في 1959.

وفي 1958 باع السلطان سعيد بن تيمور گوادر لپاكستان مقابل 1 مليون دولار.

في 1965، ثارت ولاية ظفار، هذه المرة بدعم من جمهورية الصين الشعبية وبعض الدول القومية العربية، أتعته محاولة اغتيال في 1966. وقد ترك ذلك أثراً على سعيد، جعله أكثر عشوائية في حكم عُمان. فحاول إلهاء الشعب بسلسلة من التحريمات المضحكة، تحريم التدخين في الأماكن العامة، منع لعب كرة القدم، منع ارتداء النظارات أو الحديث مع أي شخص لأكثر من 15 دقيقة.[3] لم يكن هناك شخص بمأمن من جنون الارتياب أو پارانويا paranoia السلطان، ولا حتى ابنه قابوس، الذي وُضِع تحت حبس منزلي فعلي في قصر السلطان في صلالة.


النفي

في 1964 عاد قابوس من دراساته التعليمية في المملكة المتحدة في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وعام من الخدمة العسكرية في مشاة الجيش البريطاني، ووُضِع قيد الحبس المنزلي.[4] لم يتكلم سعيد مع ابنه طيلة الأربعة عشر شهراً قبل أن يقوم الابن بانقلابه، بالرغم من أنهما كانا يعيشان في نفس القصر. وفي 23 يوليو 1970 في قصر السلطان في صلالة، قام قابوس بانقلاب ناجح ضد أبيه بمساعدة من البريطانيين ومن عمه، وقام بنفي والدِه إلى المملكة المتحدة. وعاش سعيد آخر عامين من عمره في فندق دورشستر في لندن.[5] وقد دُفِن في مقبرة بروكوود، ووكنگ، سري، إنگلترة. ثم نـُقِلت رفاته، لاحقاً، إلى عُمان، حيث دُفِن في المقبرة الملكية في مسقط.[6]



تعليقات